أسئلة شائعة عن الصرع

 

أسئلة شائعة عن الصرع

 

يبقى داء الصرع واحداً من الأمراض الشائعة ذات الأبعاد الاجتماعية العديدة، إذ لا تزال هذه

 التسمية تقض مضجع الأهل قبل المريض لدى التشخيص نظراً للموروث الفكري

 والاجتماعي السلبي عن هذا المرض، وبالتالي فإن هناك مجموعة كبيرة من الأسئلة

 التي تطرح على الطبيب من ذوي المريض سأحاول الرد على بعضها:

ـ ما هو داء الصرع؟

مرض عصبي يبدأ بأشكال عديدة أكثرها شيوعاً النوبة الصرعية ذات الشكل الشائع

 المتضمن فقدان الوعي المفاجئ وحدوث اختلاجات بالأطراف مع ما يرافقه من أعراض

 (كخروج صوت قوي, مع زبد على الفم، وقد نشاهد عض اللسان, وأحيانا التبول) يتلو ذلك

 مرحلة قد تضطرب فيها الذاكرة لبعض الوقت أو يغط المريض بنوم عميق لساعات, أو

 يشكو من آلام عضلية هيكلية.

ـ متى يبدأ داء الصرع بالحدوث؟

بالرغم من الاتفاق على أن سن البدء لهذا الداء هو بين 5 ـ 20 سنة إلا أنه يمكن القول 

أن ذلك ينطبق على الأشكال الكلاسيكية للداء وبالتالي فإن أي مرحلة عمرية يمكن أن

 تحدث بها النوب وذلك تبعاً للأسباب الثانوية المؤدية له.

ـ ما هي أسباب داء الصرع؟

حوالي 95% من الحالات لم يعرف لها سبب ويسمى عندئذ (الصرع الأساسي) أما 

الـ 5 % فهناك أسباب عديدة (كالرضوض الدماغية بأشكالها, الإنتانات والخراجات الدماغية,

 الأورام والتشوهات الولادية داخل القحف.. وسواها).

ـ هل يصاب الجنسان بنفس النسبة؟

نعم تقريباً مع رجحان خفيف للإصابة عند الذكور.

ـ هل داء الصرع وراثي؟

بشكل عام لا يمكن القول بأن داء الصرع وراثي بالرغم من أن بعض أنواعه قد ثبتت مؤخراً

 علاقته الوراثية الصريحة, إنما يمكن القول بوجود استعداد عائلي غالباً.

ـ هل يؤثر هذا الداء على الحياة الزوجية والإنجاب؟

غالباً لا يؤثر, وهذا الأمر مرهون بمعدل دقة ضبط النوب علاجياً لمنع الاختلاطات.

ـ هل لداء الصرع علاج؟

نعم والطب في تقدم مستمر في الكشف عن المزيد من الأدوية التي تحقق المعادلة

 الصعبة بين ضبط النوب والتقليل من التأثيرات الجانبية للأدوية.

ـ هل يشفى داء الصرع؟

نعم هناك حالات يتم الشفاء فيها كلياً بعد ضبط النوب دوائياً لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات

 عندئذ يمكن الشروع بعملية سحب الدواء, وبالتالي الدخول بحالة الاستقرار.

ـ كيف يشخص داء الصرع؟

بشكل أساسي يعتمد التشخيص على القصة السريرية وليست الإجراءات الأخرى

 كتخطيط الدماغ الكهربائي أو MRI إلا وسائل مساعدة لتحديد الأسباب الثانوية، إن

 وجدت، أو تحديد مدة العلاج والإنذار.

ـ هل تخطيط الدماغ جازم في تقدير الحالة؟

أبداً إذ أن 30 % من المصابين بالصرع لا يبدي التخطيط لديهم أي تغيرات مرضية.

ـ هل يسمح للمصاب بقيادة السيارة؟

قانونياً لا يجوز إعطاء المصابين إجازة سوق إلا بعد إيقاف الدواء كلياً والتأكد من غياب النوب

 لمدة سنة كاملة على الأقل بعد إيقاف الدواء.

ـ هل يؤثر الصرع على الفعالية الحياتية للمريض؟

يعيش مريض الصرع حياة طبيعية كالآخرين بكل معنى الكلمة بشرط ضبط النوب بشكل

 جيد علاجياً.

ـ هل من نصائح للأهل للتعامل مع المريض أثناء النوبة؟

لا ضرورة للخوف أو التوتر والمطلوب وضع المريض بمكان آمن ويفضل وضعه بوضعية جانبية

 لتجنب دخول الإقياءات للصدر إن حدثت, وتجنب وضع اليد بفم المريض وترك المريض حتى

 انتهاء النوبة, أما في حال استمرار النوبة لأكثر من 5 دقائق أو تكرار النوب بشكل متلاحق

 تعتبر الحالة إسعافية وتتطلب نقل المريض إلى المشفى.

ـ هل من نصائح للأهل للتعامل مع المريض خارج النوبة؟

لا ضرورة لأي شيء فقط التأكد من تناول العلاج بانتظام, إذ لا يجوز أن نحول الحالة من

 مرض عضوي إلى اضطراب نفسي ناجم عن فرط الاهتمام والملاحقة, قد يكون علاجه

 أصعب من علاج المرض نفسه.

 

خلاصة:

يمكن القول أن مرض الصرع هو مرض كباقي الأمراض المزمنة يحتاج لعلاج ومتابعة لفترة

 زمنية طويلة، كذلك نحن بحاجة لتحسين درجة الوعي الاجتماعي والصحي للتخلص من

 الهواجس غير المبررة عن المرض, مع دعم أسري واجتماعي لذوي المرضى مما يخفف

 من النظرة السلبية للمرض, بشكل نتعامل جميعاً مع المرض والمرضى بشكل طبيعي

 ومماثل لكثير من الأمراض المزمنة.

 

الدكتور محمود جمعة

اختصاصي بالأمراض العصبية