اليرقان والمواليد الجدد
إن اليرقان وهو تغير لون الجلد
وصلبة العين (بياضها) إلى لون مائل للصفرة هو حالة شائعة لدى حديثي الولادة، معظم حالاته
سليمة وتدعى اليرقان الفيزيولوجي (أي بدون وجود حالة مرضية مسببة له) ولا يحتاج لعلاج،
ولكن أحياناً قد يكون هناك أسباب مرضية خطيرة قد تترك عقابيل دائمة لدى الطفل (شلل
دماغي، تخلف عقلي دائم، اختلاجات مستمرة، عمى أو صمم).
ومن هنا تأتي أهمية عدم الاستخفاف
بهذه الحالة وضرورة الكشف المبكر عنها، وتكون استشارة طبيب اﻷطفال ضرورية جداً لا بل
حاسمة في تدبيرها، وخصوصاً في الحالات التالية:
1 ـ بدء ظهور اللون اليرقاني
خلال أول 48 ساعة من ولادة الطفل.
2 ـ استمرار اليرقان لما بعد
اليوم العاشر من الولادة.
3 ـ اللون اليرقاني الشديد يشمل
كامل الجسم أو ظهور لون أصفر مائل للخضرة.
4 ـ زمرة الدم لدى اﻷم سلبية
الريزوس مع زمرة الدم لدى اﻷب ايجابية الريزوس.
5 ـ حالة الطفل العامة غير جيدة
(ضعف رضاعة، وهن عام، عدم الاستجابة بشكل جيد للمنبهات الحركية..).
6 ـ الطفل الخديج (أي المولود
قبل اﻷوان).
7 ـ وجود حالات عائلية وراثية
تتعلق بانحلال الدم مثل الفوال أو فقر الدم المنجلي أو التالاسيميا.
8 ـ وجود أخ للطفل تعرض سابقاً
ليرقان شديد تطلب معالجة خاصة.
وفي هذه الحالات يجب قياس نسبة
البيليروبين والخضاب في دم الوليد مع بعض الاختبارات اﻷخرى التي يقرر طبيب اﻷطفال طلبها
حسب كل حالة.
ولابد من الإشارة إلى أن الفكرة
الشائعة حول إعطاء الطفل الماء المحلى هي فكرة خاطئة لا بل قد تزيد من شدة اليرقان
وتعطي انطباعاً خاطئاً بأن الطفل يأخذ العلاج المناسب، مع التأكيد على أهمية التغذية
المبكرة بالحليب وخصوصاً الإرضاع الطبيعي من اﻷم ﻷنه يساعد في تخفيف شدة اليرقان إلا
في حالات خاصة جداً يقررها طبيب اﻷطفال حصراً.
الدكتور
نورس زهرة
اختصاصي
في طب الأطفال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق