مغص الأطفال وحديثي الولادة
ما هو مغص حديثي
الولادة؟
مغص الأطفال الرضع، ويسمّى أيضاً مغص الثلاثة أشهر الأولى بعد الولادة: هو الآلام
البطنية المسببة للصراخ لدى الأطفال، رغم أن الطفل يكون سليماً, ويتناول وجباته بشكل منتظم، نصادف
هذه الحالة في 10 ـ 25 % من الأطفال حديثي الولادة.
متى وكيف يبدأ المغص عند الأطفال؟
غالباً ما يبدأ من عمر 3 ـ 6 أسابيع، وقد تبدأ لدى بعض الأطفال منذ الولادة مباشرة، وعادة ما تنتهي عندما يبلغ الطفل 3 ـ 4 أشهر من العمر.
وعادة ما يكون الطفل هادئاً خلال
النهار، يرضع كمية كافية من الحليب، ينام بسهولة بعد الرضاعة، ولكن سرعان ما تتغير حاله مساءً،
فيصبح البكاء مستمراً ومتواصلاً على شكل صراخ, وقد يستمر أكثر من عدة ساعات في كل مرة، مع ملاحظة جذب الساقين إلى الأعلى باتجاه
الصدر، وبخلاف الأسباب الأخرى للبكاء فإن الطفل لا يهدأ ولا يتوقف عن البكاء
عند حمله أو محاولة تهدئته، وهو ما يقلق الوالدين.
ما هي أسباب المغص لدى الأطفال؟
مغص الأطفال الرضع مجهول السبب،
ومن هنا تكون الصعوبة في التعامل معه، ولذلك يجب أن
نأخذ بالحسبان بعض النقاط الهامة:
ـ عدم اكتمال
نمو الأمعاء أو اضطراب حركيتها قد يؤدي إلى ضعف حركة الأمعاء وعدم القدرة على طرد الغازات ومن ثم انتفاخ الأمعاء وما يتبعها من تقلصات تؤدي
إلى البكاء.
ـ يعتقد البعض
أن المغص نتيجة لوجود غازات محبوسة في الأمعاء لم يستطع الطفل التخلص منها
وطردها، وهو ما يؤدي إلى انتفاخ البطن وزيادة تقلصات الأمعاء ثم الصراخ.
ـ ضعف تدفق حليب الأم قد يؤدي إلى
زيادة كمية الهواء التي يبتلعها الطفل.
ـ ما تتناوله الأم المرضعة من مأكولات (البقوليات, البهارات، الشاي،
القهوة، وغيرها..) أو الأدوية مثل الملينات، قد يدر مع الحليب الذي يرضعه الطفل ويسبب له المغص.
ـ لوحظ أن الأطفال
الذين يستخدمون الرضاعة الصناعية يحدث لديهم المغص أكثر بكثير من الذين
يرضعون حليب الأم.
ـ عدم أخذ الطفل
الوقت الكافي من النوم والراحة قد يؤدي إلى البكاء، وعادة ما ينام
الطفل أكثر من عشرين ساعة يومياً في الثلاثة أشهر الأولى من العمر.
ـ إدخال الأطعمة الصلبة مثل
السيريلاك وغيره قبل عمر الأربعة أشهر، أو استخدام الحليب
العادي (النيدو) قبل اكتمال السنة قد يؤدي إلى المغص والبكاء.
نصائح علاجية
بعد استبعاد
الأسباب الأخرى للبكاء مثل الجوع أو البرد أو الحر، لا يوجد علاج سحري لمغص الأطفال، ولكن مجرد معرفة الوالدين بأن حالة الطفل طبيعية وليست
مرضية، وأنها حالة شائعة لدى الكثير من الأطفال، يصبح بالإمكان تخفيف حدة التوتر والقلق
لدى الوالدين، والتكيف مع الحالة.
وهناك بعض
المقترحات التي يجب على الأم تجربتها كمحاولة للتخلص من المغص وإراحة الطفل:
ـ وضعية الإرضاع: غالباً ما يبتلع
الطفل الهواء أثناء الرضاعة الطبيعية أو الصناعية، و لذلك على الأم إرضاع الطفل وهو شبه
مائل.
ـ التجشؤ: لمحاولة
إجبار الطفل على إخراج الهواء الذي ابتلعه الطفل أثناء الرضاعة.
ـ تدليك بطن
الطفل تدليكاً خفيفاً باستخدام الأصابع.
ـ تكرار الحمام والمغطس الدافئ
للطفل.
ـ في حال الرضاعة الصناعية: يجب
أن يكون الحليب دافئاً، وأن تكون حلمة المرضعة مناسبة, وعدم
إضافة السكر.
ـ التقيد بالبرنامج الغذائي الخاص
بعمر الطفل.
ـ استخدام بعض
الأعشاب مثل اليانسون أو النعناع، قد تساعد على تخفيف المغص، ولكن يجب عدم غليها كي لا تطير محتوياتها.
ـ الأدوية الطاردة للغازات: هنالك
العديد من الأدوية المضادة للمغص، ولكن يجب أن ننبه إلى أن هذه الأدوية يجب أن
تعطى قبل الرضاعة بنصف ساعة وليس عند بكاء الطفل.
ـ في بعض الحالات
الشديدة قد يتطلب الأمر من الطبيب استخدام الأدوية المضادة للتشنج.
ويبقى العلاج الذي أثبت جدواه هو صبر الوالدين والتكيف مع بكاء الطفل, مع الاطمئنان إلى أن المغص
سيزول تلقائياً في عمر أربعة شهور.
الدكتورة
ازدهار محمد
اختصاصية
أطفال ورضع وحديثي ولادة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق