السرطان .. أسبابه وعلاجه
ما هو مرض السرطان؟
السرطان عبارة عن تكاثر عشوائي وغير مضبوط للخلايا، بحيث يتغلب التكاثر الخلوي على الموت الخلوي المبرمج.. تتميز هذه الخلايا بتشوهات شكلية تخص السيتوبلاسما والنواة، وتمتلك قدرات على تثبيط خلايا الجهاز المناعي وخلق وتشكيل أوعية جديدة تستطيع من خلالها الانتقال إلى الأعضاء والأحشاء البعيدة، وهذا ما يسمى بالنقائل الورمية.
تمتلك الخلايا الورمية الخبيثة وسائط عديدة للهروب من رقابة الجهاز المناعي ليتسنى لها الاستمرار والغزو المجاور والبعيد.
يُطلق عليها بين العامة (الأنثى) كونها تلد وتتطاير، وهذا ما يميزها عن الأورام المذكّرة (الحميدة) التي لا تلد، أي لا تنتقل.
هل يمكن أن نعتبر السرطان مرضاً شائعاً؟
السرطان ليس بمرض شائع، ويختلف شيوعه بحسب نوع السرطان، فهناك سرطانات شائعة الحدوث كأورام الثدي 1/15 أنثى، وأورام الرئة وأورام الكولون.. وتعتبر نادرة الحدوث كبعض سرطانات الدم (اللوكيميا) 1/100.000 شخص.
يعتبر سرطان البروستات أشيع الأورام عند الذكور بعد سرطانات الجلد مثل (الميلانوما)، في حين تعتبر أورام الثدي أكثر السرطانات شيوعاً عند الإناث.
أكثر الوفيات المرتبطة بالسرطان في العالم تعود إلى سرطان البروستات وأورام الرئة عند الذكور، في حين ترتبط بأورام الثدي عند النساء.
ما هي المسببات الرئيسية للسرطان؟
يعتبر السبب الرئيسي للسرطان مجهولاً، لكن هناك العديد من العوامل المؤهبة للسرطان أو ما يسمى بعوامل الخطورة، ويعتبر التدخين مؤهباً لسرطانات الرئة وخاصة الشكل صغير الخلايا.. ويعتبر النظام الغذائي الفقير بالألياف مؤهباً لسرطانات الكولون.. وتتهم الكحولية مزمنة بسرطانات المري والمعدة والكبد، ويعتبر التدخين والإشعاعات من العوامل المؤهبة لسرطانات المثانة.
يزداد حدوث سرطانات البروستات مع تقدم العمر (فوق 60 سنة)، ويُعتقد بدور التعرض للشمس والأشعة فوق البنفسجية بإحداث سرطانات الجلد، كما تلعب الفيروسات والإشعاعات المؤينة والبنزينات دوراً في إحداث سرطانات الدم كاللوكيميا.
الزواج المتأخر والإنجاب المتأخر وعدم الإرضاع من العوامل المؤهبة لسرطانات الثدي، كما تساهم الولادات المتكررة في إحداث سرطانات عنق الرحم، ويمكن للفيروسات أن تساهم في إحداث بعض الأورام كأورام البلعوم الأنفي وسرطانات عنق الرحم كفيروس H.P.V ، ويتهم فيروس G.B.V بإحداث سرطانات الدم.
يجب أن لا ننسى الاستعداد الوراثي وشيوع بعض الأورام في بعض العائلات كوجود قصة استعداد وراثي لأورام الثدي بسبب بعض الطفرات كمورثات BRCA1 و BRCA2، وتشاهد سرطانات الدم بشكل عائلي في 10 % من الحالات.
لماذا تزايد عدد المصابين بالمرض في السنوات الأخيرة؟
يعود ذلك إلى تزايد العوامل المؤهبة كشيوع الأركيلة (النرجيلة) وخاصة بين النساء، والتعرض للمواد الضارة (التلوث الخارجي والغذائي) والريجيم الغذائي الفقير بالألياف، والاعتماد على الوجبات السريعة (Fast Food) بالإضافة إلى شيوع الإنتانات الفيروسية، وخاصة التهاب الكبد.
كما لوحظ في السنوات الأخيرة تراجع النشاط الفيزيائي كالرياضة التي تلعب دوراً في تحفيز الجهاز المناعي لكبح السرطان.
ونعتقد أن الاستعمال المفرط لمانعات الحمل الفموية قد زاد من حدوث بعض الخباثات كأورام الثدي، وساهم ارتفاع عدد المدخنين بزيادة حدوث حالات سرطانات الرئة، خاصة سرطان الرئة صغير الخلايا.
أي أنواع السرطان هو الأكثر خطورة بالنسبة للرجل وللمرأة والطفل؟
أكثر السرطانات خطورة بالنسبة للرجال هي سرطانات الرئة التي تترافق بمعدل وفيات مرتفع بسبب الكشف المتأخر وقدوم المريض بمرحلة غير قابلة للجراحة، بالإضافة إلى أورام البروستات التي غالباً ما تُشخص بمرحلة نقائلية مع نقائل عظمية مهددة للحياة ومهددة بالعجز الحركي.
عند الإناث تعتبر سرطانات الثدي هي الأخطر بسبب شيوعها، وقد تُكشف بمرحلة متأخرة في غياب الفحص الدوري الذاتي للأنثى.
أما بالنسبة للأطفال فأكثر الأورام خطورة هي أورام الدماغ وأورام الدم كاللوكيميا، وخاصة الابيضاض اللمفاوي الحاد، كما تشاهد بعض الأورام كورم الكلية (ويلمس)، وورم الأرومة العصبية (النوروبلاستوما).
بعض أنواع السرطان تسببها عدوى فيروسية، هل هذا يعني أن السرطان يمكن أن يكون معدياً؟
تُتهم الفيروسات بإحداث الخباثات، والسرطان ليس بمرض معدٍ، لكن الإصابات الفيروسية قد تؤهب للخباثات، وأكثر الفيروسات المتهمة بإحداث الخباثات هو EBV (فيروس إبشتاين بار) المتهم بإحداث لوكيميا الدم اللمفاوية واللمفومات خاصة (لمفوما بوركيت) وخاصة عند المرضى المدنفين مناعياً.. ويتهم فيروس HPV (البابيلوما) بإحداث سرطان البلعوم الأنفي وسرطان عنق الرحم.
تلعب الفيروسات دوراً هاماً في إحداث السرطانات عند المرضى المثبطين مناعياً كمرضى اغتراس الأعضاء ومرضى الإيدز (HIV).
بالمجمل، السرطان مرض غير معدٍ ولكن الفيروسات عامل مؤهب له، وقد طوّرت مجموعة من اللقاحات للوقاية من السرطان، كلقاح ضد HPV (Human Papillom) للوقاية من سرطان عنق الرحم عند الإناث.
تنتشر معتقدات كثيرة تربط بين الإصابة بالسرطان وتناول بعض الأطعمة مثل اللحوم والسكريات ومشتقات الألبان.. أو استخدام الميكروويف والتعرض لموجات الجوال.. ما مدى صحة تلك المعتقدات؟
يرتبط حدوث السرطان بالنظام الغذائي الغني بالبروتين الحيواني (اللحوم) والفقير بالألياف متهم بإحداث سرطانات الكولون والمستقيم، كما ترتبط الكحولية المزمنة بإحداث سرطانات المري والمعدة.
فيما يخص الميكروويف وأشعة موجات الهاتف الجوال لا توجد دراسات كافية لربط هذه الأفكار مع تزايد السرطان، ولكنها ما زالت قيد التقييم.
تعتمد الخلية الورمية الخبيثة في غذائها على السكر، فهي تزيد من قنص السكر، وهذا مرتبط بدرجة خباثتها، ولكن لا توجد معطيات كافية للقول بأن الريجيم الغذائي الغني بالكربوهيدرات يزيد من السرطانات، لكن يستفاد من هذه النظرية لربط السكر مع المواد والنظائر المشعة في الوسائل التشخيصية لتحديد مرحلة الورم وامتداده.
هل يمكن للعامل الوراثي أن يكون سبباً رئيسياً للسرطان، وهل يتساوى تأثير الوراثة لجهة الأب والأم؟
السرطان لا ينتقل بالوراثة ولكن هناك استعداد وراثي، حيث يشيع حدوث بعض الخباثات في بعض العائلات كشيوع سرطان الثدي في بعض العائلات بسبب وجود طفرات وراثية كما أسلفنا سابقاً دون وجود وراثة ماندلية (بحسب ماندل مؤسس علم الوراثة) مرتبطة بالأب أو الأم.
يشاهد بعض حالات سرطانات الكولون العائلية بسبب داء البوليبات العائلي، وهو حالة ما قبل ورمية تتحول إلى الخباثة، كما تشاهد زيادة بسرطانات الدم في بعض العائلات دون أن تنطبق عليها الوراثة الماندلية.
هل جميع أنواع السرطان لديها نفس درجات الخطورة والأمان في حال تم اكتشافها مبكراً أو تأخر الاكتشاف؟
تختلف خطورة السرطان بحسب مرحلة اكتشاف الورم، في حال الاكتشاف الباكر لأغلب الأورام تحدث نسب شفاء أعلى بسبب الاستفادة من الجراحة الشافية والاستئصال الجذري للورم ومن ثم المعالجة التعزيزية الكيماوية والشعاعية، لذلك يُنصح دائماً بالكشف المبكر عن الأورام عند المرضى ذوي الخطورة العالية للحصول على معدل شفاء أعلى ومعدل بقيا أطول.
هل يخبر الطبيب المريض أو أهله بحقيقة وضع المرض تماماً؟ ولماذا؟
يقوم طبيب الأورام المعالج بإخبار الشخص الثقة في العائلة بوضع المريض ونوع الورم وخطورته ومرحلة الورم ومراحل العلاج، وهذا يهدف إلى التعاون مع العائلة على مساعدة المريض لتدارك آثار العلاج وتحمّله بشكل جيد، ورفع معنويات المريض بحيث يطاوع جيداً العلاج، كما إن إخبار الشخص الثقة في العائلة ضروري جداً من أجل وضع برنامج زمني لحياة المريض مع العلاج ومعدل البقيا المتوقع.. ويمكن للطبيب المعالج في بعض الحالات في مجتمعنا أن يخبر المريض نفسه إذا أراد المريض، وهذا يساعد المريض في هذه الحالة على تقبل العلاج حتى لا يبقى في حيرة من أمره، مما يدفعه أحياناً لرفض العلاج.
على أي أساس يتم تطبيق العلاج الكيماوي والإشعاعي على مريض السرطان؟
يتم تطبيق العلاج الكيماوي والشعاعي اعتماداً على مجموعة من العوامل: عمر المريض، حالة المريض العامة، مدى تحمّله للعلاج، نمط الورم الخبيث، بالإضافة إلى مرحلة الورم وامتداده، حيث تعتبر المعالجة الكيميائية أساسية في أغلب الأورام الشافية بعد الجراحة بهدف منع النكس ومنع انتشار المرض، في حين أن الأشعة تعتبر ضرورية في بعض الخباثات كأورام الثدي والرئة والمثانة والبروستات، بهدف منع النكس الموضعي بعد الجراحة.
إذا كان العلاج الكيماوي والشعاعي للشفاء لماذا يتم تطبيقه على الحالات الميؤوس منها؟
في الحالات الميؤوسة يُلجأ إلى المعالجة الكيماوية والإشعاعية التلطيفية فقط (غير الشافية) بهدف تسكين الآلام وتحسين نوعية الحياة عند المريض، حيث يلعب العلاج الإشعاعي دوراً هاماً في تسكين الآلام العظمية وتخفيف حجم الكتلة الورمية والأعراض الانضغاطية الناجمة عنها، والتي تخفف الآلام وتحسّن نوعية الحياة وتفاعل المريض مع المجتمع المحيط.
هل استئصال الورم السرطاني بالجراحة يعطي فرصة أكبر للشفاء؟
الاستئصال الجراحي للورم في مراحل الكشف المبكر هو أساسي ويعطي فرص شفاء عالية جداً، حيث تعتمد الجراحة على استئصال كامل الورم مع هامش أمان جيد لمنع النكس، وقد نلجأ أحياناً إلى استئصال العضو كاملاً، كاستئصال ثدي كامل أو استئصال قطعة من الكولون، مع تجريف كامل العقد اللمفية المجاورة لمنع امتداد وانتشار المرض، ويصار بعدها إلى العلاج الكيماوي والإشعاعي التعزيزي (Adjuvant).
ما هي الأعراض الجانبية للعلاج الكيماوي؟ وكم تستمر؟
تعتبر الأعراض الجانبية للعلاج الكيماوي مزعجة للمريض، وهذا يختلف من شخص إلى آخر، ويعتمد على تحمّل المريض للعلاج.
أكثر الآثار الجانبية هي تساقط الأشعار الذي يكون تاماً أحياناً لدرجة الصلع، والآثار الناجمة عن عدم التحمل الهضمي: كالغثيان والإقياءات والإسهالات والقلاع.
وتعتمد شدة الآثار الجانبية على درجة التكثيف العلاجي، وقد ترتبط ببعض الأنواع من الأدوية الكيماوية، وخاصة المطبقة لعلاج سرطان الثدي واللمفومات، والتي تترافق بتساقط شعر شديد.
تستمر هذه الآثار الجانبية من 5 ـ 7 أيام بعد العلاج، وقد يدوم تساقط الأشعار طيلة فترة العلاج إلى ستة أسابيع بعد نهاية العلاج الكيماوي.
قد يحدث تثبيط نقي ناجم عن سمية العلاج الكيماوي، خاصة بعد 7 ـ 10 أيام من البروتوكول العلاجي.
حالياً تم تطوير العديد من السبل للوقاية من الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي، كالتحضير الجيد بالأدوية المضادة للإقياء والأدوية الوقائية لمنع تثبيط نقي العظام، واستعمال عوامل النمو للوقاية من نقي الدم التالي للعلاج الكيماوي، بالإضافة إلى اتباع ريجيم غذائي بالأطعمة الباردة للتخفيف من الآثار الهضمية الناجمة عن العلاج الكيماوي، بالإضافة إلى تثقيف المريض جيداً حول الآثار وكيفية الوقاية منها، حتى يتم تحسين مطاوعة المريض للعلاج.
كيف تؤثر المعالجة الإشعاعية على المريض؟
توجد آثار جانبية للعلاج الشعاعي على المريض، منها ما تسمى باكرة كالحروق وتثبيط النقي وعدم التحمل جيداً كالقلاع والسلاق والتهاب المري الشعاعي.
وهناك اختلاطات متأخرة كنقص الخصوبة (العقم)، التهابات الرئة الشعاعية المزمنة.. مع ذلك يتم تنبيه المريض إلى هذه الاختلاطات وأغلبها عابر، وهي مرتبطة بشدة العلاج الشعاعي وأماكن تطبيقه.
ماذا لو عاد السرطان بعد الشفاء؟
يمكن للسرطان أن يعود بعد الشفاء، وهذا ما يسمى بالنكس، وقد يكون باكراً أو متأخراً، وهذا يعتمد على نوع الورم ومرحلته، وفي كل الحالات يعالج المريض مرة أخرى ضمن بروتوكولات النكس ويعود للشفاء مرة أخرى ثم يخضع للمراقبة الدورية من خلال الواسمات الورمية والاستقصاءات الشعاعية التي يرسمها الطبيب المعالج.
ألا يحتاج مريض السرطان إلى دعم نفسي خاص؟
يحتاج مريض السرطان إلى دعم نفسي من قبل الطبيب المعالج والعائلة والمقربين، بالإضافة إلى الحاجة لوجود مرشد اجتماعي، لأن الدعم النفسي للمريض يساعده على التحمل والمطاوعة للعلاج، وبالتالي الحصول على أفضل النتائج العلاجية، ويرفد هذا الدعم النفسي بدعم اجتماعي وغذائي لتجاوز اختلاطات العلاج.
كيف يحمي مريض السرطان المتعافي نفسه من انتكاسة المرض؟
حتى يتجنب مريض السرطان النكس يجب عليه الالتزام بإرشادات الطبيب المعالج فيما يخص المتابعات الدورية، وغالباً كل 3 أشهر خلال السنتين الأولين، والتي تشمل الفحص السريري وإجراء الواسمات الورمية والاستقصاءات الشعاعية الضرورية للكشف المبكر عن النكس، مع الحاجة إلى الالتزام بالإرشادات الصحية الضرورية كتجنب العوامل الضارة الغذائية والسمية كالكحول والتدخين، والالتزام بالنظام الغذائي بالتنسيق مع طبيب التغذية.
هل توجد حمية غذائية خاصة بمريض السرطان؟
يجب على مريض السرطان اتباع ريجيم غذائي غني بالخضار والفواكه والألياف، فقير بالبروتين الحيواني، مع نظام غذائي متوازن من الكربوهيدرات والبروتين النباتي، بالإضافة إلى تجنب التدخين والكحول والعوامل المؤكسدة، والإكثار من الفيتامينات وخاصة الفيتامين D وحمض الفوليك والكالسيوم للوقاية من الترقق العظمي المرافق للعلاج ولتخفيف النمو الورمي.
هل هناك إرشادات عامة للوقاية من الإصابة بمرض السرطان؟
هناك العديد من الإرشادات للوقاية من السرطانات، وعلى رأسها تجنب العوامل المؤهبة للسرطانات كالتدخين والنرجيلة والكحول، بالإضافة إلى الإكثار من الغذاء الغني بالألياف والإكثار من الفيتامينات، وممارسة الرياضة الدورية التي تحفز الجهاز المناعي، كما يُنصح بتجنب العلاقات الجنسية الشاذة التي تؤهب للانتانات الفيروسية.
كما يُنصح بالفحص الدوري الذاتي عند الإناث للكشف عن أي كتلة بالثدي باكراً، كما ينصح بالمسح الدوري (Screening) للجهاز الهضمي وإجراء الدراسة الهضمية باكراً في حال وجود أعراض هضمية كالإمساك أو الخروج المدمّى.
وينصح بزيارة طبيب العائلة عند مشاهدة أعراض غير عادية كنقص الوزن أو السعال أو نفث دم، كما ينصح بإجراء صورة الصدر دورياً سنوياً عند المدخنين للكشف الباكر عن أورام الرئة، عند الرجال فوق 50 سنة ينصح بإجراء دوري سنوي للمستضد السرطاني للبروستات (P.S.A).
وينصح دائماً بنشر برامج التوعية عن السرطان وإقامة الندوات التثقيفية عن كيفية الكشف المبكر عن الخباثات.
هل يمكن اعتبار شفاء بعض الحالات المستعصية أو الميؤوس منها نوعاً من المعجزات؟
توجد حالات شفاء لبعض الحالات المستعصية، وليست بمعجزة مع توفر وسائل علاجية حديثة كالعلاجات المناعية وتطوير المعالجة الهدفية وإن كانت قليلة وباهظة الثمن.
ذُكرت حالات شفاء لأورام كلية نقائلية بعد استئصال الكلية، وحدث تطور هائل في المعالجات الهدفية (المعالجة الذكية) التي حسنت النتائج وزادت من معدل بقيا المرضى أشهراً وسنوات، لذلك يجب على المريض أن لا ييئس، فهناك شفاء، ويجب متابعة ومطاوعة العلاج.
هل أصبح السرطان اليوم مرضاً يمكن للأطباء التحكم به؟
السرطان حالياً يعتبر من الأمراض الشافية، وخاصة في حالة الكشف المبكر، وقد تطورت الوسائل العلاجية حديثاً حيث تم الكشف عن بيولوجيا ومناعة الخلية الورمية الخبيثة، ويتم حالياً التحكم بها ومحاربتها من خلال تطوير خطوط علاجية حديثة تستهدف الخلية، المتعارف عليه سابقاً هو العلاج الجراحي الكيماوي والشعاعي والهرموني، وحالياً هناك الهدفي (Target-T) والمعالجة المناعية (Immunotherapy) التي تهدف إلى تدمير الخلية الورمية وتحفيز الجهاز المناعي لقتل وكبح الخلية الورمية.
ومع تطور هذه العلاجات نأمل الشفاء لعدد كبير من المرضى، ويستمر البحث العلمي للكشف الدائم عن مستضدّات على سطح الخلية الورمية ليتم استهدافها وقتلها، وبالتالي استمرار شفاء المريض ومعدل حياة أطول.
الدكتور فراس حسن حسين
ـ اختصاصي أمراض دم وأورام.
ـ دكتوراه بأمراض الدم والأورام من فرنسا.
ـ معالجة كيميائية لسرطانات الدم والأورام الصلبة.
ـ استشاري بأمراض المناعة واغتراس نقي العظم.
ـ مدرس في كلية الطب البشري بجامعة تشرين.
ـ مدرس في كلية الطب البشري بجامعة الأندلس الخاصة.
ـ رئيس شعبة أمراض الدم في مشفى تشرين الجامعي باللاذقية.